الترحيب

نرحب بالزوار الكرام , ونتمنى دوام التواصل ...



الجمعة، 1 يوليو 2016

خانقين وشارع جودلية.. قصة مأساة بلا نهاية!!









خانقين مدينة أثرية منذ القدم تتبع محافظة ديالى، وهي من المناطق المتنازع عليها بين إقليم كوردستان والحكومة المركزية في بغداد.. يعود تاريخ المدينة للقرن الثالث قبل الميلاد، أختلفت التسميات في شأنها فمنهم من يقول أن تسميتها جاءت بسبب كثرة الخانات فيها لأنها كانت ممراً للتجار، والبعض يقول أن تسميتها جاءت بعد أن شهدت حروباً لا تعد ولا تحصى ولم تُخلف لأهلها غير الحزن والآهات، أما البعض الاخر فقد فسر تسميتها بمدينة للغضب "فالقين" في الكلمة  الكوردية الخانقينية تعني الغضب..

 ويقول بعض المؤرخون أن تاريخها يرجع إلى عهد اللولوبوم، وفيها 250 موقعاً أثرياً لم ينقب أو تعرض للأندثار، ومن المعالم التاريخية في هذه المدينة (نهرالوند) الذي يبلغ طوله أكثر من 150كم، ومنها 63كم تقع ضمن الحدود العراقية، وتقع منابعه في إيران، وقد شيد عليه الجسر الحجري المعروف "بجسر جلوة" أو " كوبري" والذي بُنِيَ من قبل شاهنشاه أيران وقد ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان بأنها قنطرة عظيمة، والذي أصبح معبراً رئيسا للتجار والزوار..

بعد هذه المقدمة التاريخية والاثرية لا يمكن نسيان مكانتها العلمية والثقافية والفنية الكبيرة، ولايمكن إختزالها بهذه المقالة أو حتى عدة صفحات فالمكان لايتسع لذلك، لذا أكتفي بتسليط الضوء على جانب واحد لطالما أرق وأزعج أبناء هذه المدينة، وهو الجانب الخدمي المتعثر وعن عمد، فمدينة خانقين ذات موارد طبيعية كبيرة، وهي ثاني أكبر مدينة نفطية في شمال العراق بعد محافظة كركوك وذات حقول نفطية مشتركة مع الجارة السوء إيران، وتضم آباراً نفطية في منطقة نفط خانة لكنها لاتنتج إلا نحو 4 آلاف برميل يومياً بعدما كانت تنتج 20 ألفاً قبل إندلاع الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، ولديها منفذان حدوديان منفذ المنذرية الحدودي ومنفذ پيروزخان، وهي من المناطق الزراعية أيضاً، ولها مكانة جيوسياسية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي الرابط بين محافظة ديالى التابعة للحكومة المركزية وإقليم كوردستان العراق، فهو الخط الفاصل بين الطرفين، وبحسب بعض المصادر المطلعة فإن لهذه المدينة ميزانيتان.!!


ميزانية مخصصة من قبل الحكومة المركزية التابعة لها من الناحية الجغرافية، وميزانية أخرى من قبل حكومة الإقليم كون هذه المدينة تابعة للأحزاب الكوردية من الناحية الإدارية على أعتبار أنها من المناطق الكوردية المستقطعة من كوردستان العراق في عهد النظام السابق..

ولكن ورغم هذه المميزات والميزانيات الهائلة فإن هذه المدينة تعاني من الإهمال وسوء الخدمات، رغم التطور الكبير الحاصل في إقليم كوردستان العراق، بسبب الفساد وسوء الإدارة للمسؤولين في المدينة، فالمدينة تفتقر لأبسط الخدمات والبُنى التحتية، وفي شح دائم للماء والكهرباء والوقود والطرقات، فالطرق الداخلية لهذه المدينة غير صالحة لسير عربات الحيوانات ناهيك عن مركبات السير، فالطُرق مُشَوَّهة المعالم وفيها من التشققات الكبيرة والحفر العميقة ما لايمكن تصوره ويمكن تشبيهها بالإنزلاقات الغضروفية الخطيرة، مما تسببت بخسارة مادية كبيرة للمتلكات العامة ولأصحاب المركبات والسيارات..




 ومن المشاريع الفاشلة في هذه المدينة مشروع تبليط الشارع ذو السايدين الرابط بين منطقة باشا كوپري وحي العمال ومنطقة أركوازي، وأطلق عليه أبناء المدينة من باب السخرية والتهكم بمشروع "شارع الجودلية" والذي أصبح معروفاً حتى عند الجالية الكوردية في أوربا، وبحسب مصادر مطلعة فأن كلفة هذا المشروع بلغ 1,159,350,000 مليار ومائة وتسعة وخمسون مليون وثلاثمائة وخمسون ألف دينار عراقي، ومدة تنفيذ المشروع هو 200 يوم، ولم ينفذ هذا المشروع حتى كتابة هذه السطور!!




والسبب واضح للعيان، فشارع جودلية صار رمزاً ومعلماً من معالم مدينة خانقين الحديثة كرمزية بقية آثارها القديمة، ولكن كرمز وكناية للفساد والأحزاب المتسلطة في مدينة خانقين، أما المواطن فصار أسم هذا الشارع يمثل له قصة مأساة بلا نهاية.!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق