الترحيب

نرحب بالزوار الكرام , ونتمنى دوام التواصل ...



الأربعاء، 26 يوليو 2017

نصنع من نشاء، وكيفما نشاء، الساعدي أنموذجاً !!



عبد الوهاب الساعدي، أسم، لمع خلال وبعد معركة الموصل، وتناقلته وسائل الإعلام وهو يتنقل بين المقاتلين ويتلقى المدنيين من سكان الموصل المفجوعين من هول المعارك من النساء والأطفال. لم يكن الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي أبن العراق البار، يتصور وهو يؤدي واجبه كقائد عسكري ويقاتل مع أبنائه وأخوته من الجنود البواسل في الجيش العراقي، وهم يدافعون عن شرفهم وأرضهم ووطنهم ضد الدواعش الاوغاد في معركة تحرير مدينة الموصل، أن ينهال عليه هذا الكم الهائل من المدح والإطراء والتوسم والتوسل بشخصه من قبل العراقيين. شخصياً أُكن للرجل كل تقدير وإحترام . الرجل لم تأتي به الصدفة والحظ لهذا المنصب، بل رتبته العسكرية وخبرته القتالية، وكفاءته الميدانية هي التي أهلتهُ ومكنتهُ من تسنم هذه المسؤولية الكبيرة، تم تكليفه بإدارة العمليات في مدينة الموصل، وكان المسؤول ألاول والمباشر عن وضع الخطط وتحريك القطعات العسكرية هناك. حتى في العراق اليوم، رغم الكثير من المتغيرات، وحالات الفوضى والوساطات والمحاصصة والطائفية في شغل المناصب والأدارات، ألا أن مثل هكذا مواضيع حساسة، وإدارة للمعارك وتحرير المدن والرهائن والعمليات القتالية والمعلومات الاستخبارية، يجب أن توكل لذوي الاختصاص والخبرة والكفاءة لان تبعات هذه الامور تكون كارثية ووخيمة اذا وكل الأمر لغير أهله .

أما الشكر والثناء والتقدير على أتمام المهمة فهي من حق الجميع، والجهات المختصة والمؤسسة العسكرية معنية بذلك، وحسب ماهو معمول به في مثل هكذا ظرورف . ويجب أن لا يُنسى بقية القادة والجنود ألابطال المشاركين في المعارك، والذين لولا فضلُ الله ثم تضحياتهم الكبيرة في ساحات القتال والوغى لما تحررت الموصل وبقية المدن العراقية من الدواعش، والتي سُلمت لهم وعلى طبق من ذهب .!!

ولكن، ما لفت نظري مجموعة من الكتابات والمنشورات في الصحف والمواقع الاجتماعية، الغريبة بعض الشيء، والمريبة أحيان أخرى .  فمثلاً، هناك من يطالب الساعدي بإنقلاب عسكري على المنطقة الخضراء، وأخر جعل من شخصه المنقذ والمخلص للعراق مما يعاني من فساد وأنعدام للأمن والخدمات، ومنهم من يكتب له، وعليه، القصائد والأبيات !! فهذا حالنا وديدننا كعراقيين . عند الخروج من كل أزمة، فبدل أن نتكاتف ونكتشف سبب الأزمة ونخرج منها بالدروس والعبر والعظات، تزيدنا ألازمات فرقة وشتات، فمنا من يختار المدح والإطراء، ومنا من يختار القدح والهجاء، منا من ينبذ الحرية ولايرضى بغير العبودية !!

يقول علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين ص62 (وقد أعتدنا على أحترام الغالب الفاتح مهما كان نوعه) ويقول أيضاً في نفس الصفحة (لم يبقى في هذا البلد على مر ألاجيال ألا من كان مزدوجاً أو منافقاً – يحترم من لايحب ويحب من لايحترم) ويقول أيضاً في نفس الكتاب ص64(دأبنا أن نهاب المترفين ونحترم الجلاوزة الضخام، وسوف لن نحصل في دنيانا على غير هولاء - مالم نغير هذه العادة الخبيثة) .

الجلاوزة والضخام نحنُ من نصنعهم، وعندما يتصور مَن صنعناهُ وتيقن بأنه القائد الأوحد، ويبدأ بالأستخفاف بنا وبمصيرنا، ننهال عليه بالشتائم والسباب، ونتضرع الى الله مخلصين له الدين كي يُنجينا منه، ودون أن نتحرك قيد أنملة لتكسير الصنم الذي صنعناهُ بأيدينا البائستين ..!!

الفريق عبد الوهاب الساعدي أدى واجبه ومهمته، ومن المفروض أيضاً على السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أن يؤدي واجبه ووظيفته في خدمة شعبه ووطنه، العراق ؟؟ حتى الرئيس الامريكي دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الامريكية، الراعية والحافظة لكل دول المنطقة، هو الأخر يؤدي وظيفته ومهمته دون كلل أو ملل، فالرئيس ترامب رفض أخذ الراتب الرئاسي والبالغ 400 ألف دولار سنوياً تدفع له عبر مرتبات شهرية، ولكن القانون الامريكي يمنع العمل الرئاسي دون راتب، فقرر أخذ دولار واحد، فقط، راتباً سنوياً، مقابل وظيفته وخدمته للأمة ألامريكية !!

 أذاً، أين المشكلة، وماهو الغريب والمثير في الموضوع، في أن يؤدي ألانسان والموظف وصاحب المسؤولية، واجبه ووظيفته ومسؤوليته على أفضل مايكون ؟!

المشكلة، هو شح المخلصين وإنعدامهم في العراق، عراق البلايا والمحن، فهي التي جعلت العراقيين يتخبطون، ولايميزون بين الحقوق والواجبات، وأن يصنعوا مايشاءوا وكيفما شاءوا ...!!!
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الثلاثاء، 11 يوليو 2017

يوم تحرير الموصل .. هل نتفائل، أم ماذا ؟؟




أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم 9 تموز 2017 تحرير مدينة الموصل من أحتلال دولة الخرافة دولة "داعش" السوداء، وتم طردهم من أم الربيعين "الموصل الحدباء" عاصمة العراق الثانية . فرحة النصر كانت كبيرة لدى كل العراقيين بمختلف أطيافهم، السنة، الشيعة، العرب، الكورد، التركمان، الايزيديين، الشبك، الصابئة، المسيحيين من الكلد آشوريين .

 تحررت الموصل بدماء عراقية وبتضحيات أبنائها، تكللت المعركة بالفوز الساحق على قتلة الانسانية بعد تسعة أشهر من الحرب الضروس . الخسائر كانت كبيرة وكبيرة جداً، نهر من الدماء والتضحيات، للمدنيين حصة كبيرة منها، أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين عُزل .

 الموصل أصبحت مدينة منكوبة مهدومة على رؤوس ساكنيها الذين حُصِرُوا تحت سطوة الدواعش وإجرامهم، هذه المدينة أصبحت مدينة للأشباح وخاصة الجانب الايمن منها .

  لكن من سَلم الموصل وبقية المدن العراقية لعصابات داعش الإجرامية هو ألان حُر طليق، دون حسيب أو رقيب، بل كوفئ هذا الرفيق !!!! لا طعم للنصر دون محاسبة المقصرين والمتواطئين في تدمير العراق وأهله . فرحة النصر  لن تكتمل ألا عندما يُنقى أرض العراق من فكر الدواعش واذنابهم، فرحة النصر لن تكتمل ألا عندما يُبنى العراق من جديد بسواعد عراقية موحدة تنبذ الطائفية وتدعوا للحمة الوطنية .

 كل العراقيين ألان رغم النصر وتحرير الموصل يتوجسون مابعد داعش . هل هناك دوامة جديدة ؟؟ هل هناك صراع جديد يكون المواطن وقود لها ؟؟ سيناريوهات كثيرة مطروحة تنشرها وسائل الاعلام العالمية وتتداولها مواقع التواصل الاجتماعية هنا وهناك .

الترقب سيد الموقف، القلق أصبح سمه للعراقي ، هواجس من المجهول، خيبات، خوف من المرسوم سلفاً بعناوين مختلفة، كل هذا أَفقد ألانسان العراقي لذة الحياة وفرصة للابداع والتفائل والنظرة المستقبلية المملوئة بالامل .

 أحد هذه السيناريوهات تدور ألان حول مدينة كركوك وماقد سيجري على أرضها ومحيطها، وإذا ما طبقت فهو أستخفاف بدماء العراقيين ومصائرهم (من جديد) وهو نذير شوؤم بجر ويلات أكبر ومزيد من المأسي للشعب العراقي الذي تكالبت عليه قوى الشر من كل حدب وصوب .

 على الحكومة إن كانت وطنية، وعلى من يدعي الحرص على العراق وشعبه، بناء العراق وإعماره من جديد، ووضع الخطة والخُطط الإستباقية لإفشال كل المؤامرات والمخططات المدمرة التي لاتخدم ألا المصالح الاقليمية والقوى التي لاتريد الخير للعراق وأهله . الرحمة لكل شهداء العراق، والعزاء لكل المفجوعين والثكالى، والشفاء العاجل لكل الجرحى والمصابين، نأمل بغدٍ أفضل ومستقبل أجمل ملؤه الخير والمحبة وألامان ...
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

قُتل كرار كما قُتل من قبله كل كرار .!!




هكذا بكل بساطة قُتل شاب عراقي وسيم، لديه حب للفن حب للحياة حب للوطن . كرار نوشي . قيل عنه أنه ملك جمال العراق، لكنه رفض هذه التسمية وقال كل شاب عراقي هو ملك جمال العراق، أُطلق عليه لقب إلفيس بريسلي العرب، منحه الخالق جمالاً، تمنى أن يكون فناناً يحمل أسم العراق . الفنان الصغير كرار مخرج ومؤلف وممثل ذو العشرين عاماً عرف بين أصدقائه بقلبه النابض المحب للحياة، تغنى بحب الوطن داعماً جيش العراق بكلمات قائلاً عاش جيش الوطن عاش العراق متمنياً النصر على الارهاب. كرار كان محب للموسيقى عازف للبيانو، قريب من الفنانين محب لهم . أدى المبدع الصغير مسرحية "كوميديا الخوف" هاجم فيها الانظمة الاستبدادية وكأنه يتحدث عن العراق ، فكتب يقول "سقط الصنم وتناثرت أحجاره وتحول كل حجر فيه الى صنم جديد" فهل لامست كلمات كرار أحد المستبدين، ورأى أن ألانتقام من هذا الجسد النحيل للفنان هو أسكات لصوت الحق المدوي الذي لطالما أرعب الفاسدين . كرار كان يشعر بقرب أجله، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي في الخامس والعشرين شباط/فبراير 2017 كلمات : طوال حياتي وأنا أخاف من فقدان أشخاص أحبهم لكن ياترى هل هناك من يخاف أن يفقدني ؟! وجاءت الاجابة . في الثالث من تموز 2017، قُتل كرار ومزق جسده بعد يومين من أختطافه، وبعد أيام من تلقيه تهديدات لتشبهه بالنساء، حسبما ذكرت بعض وسائل الاعلام . قُتل كرار على أيدي غادرة مارقة توغلت بدماء العراقيين بأسماء ومسميات كثير، دينية متطرفة، على أيدي ميليشيات مسلحة، جماعات أخذت على نفسها العهد بقتل كل جميل، كل كلمة، كل إبداع في أرض الرافدين . #العراق ..!!
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad