الترحيب

نرحب بالزوار الكرام , ونتمنى دوام التواصل ...



الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الحكم بعد المزاولة



هناك الكثير من ألأعمال الفنية التي تعرض خلال شهر رمضان الكريم  , كالمسلسلات الدرامية والبرامج الترفيهية والمسابقات الرمضانية التي تقدمها أو تنتجها معظم القنوات الفضائية وخاصة العربية منها , ومن هذه الأعمال  "الحكم بعد المزاولة" هو عنوان ومانشيت لبرنامج ترفيهي وهو من برامج الكامرة الخفية  تعرضه قناة النهار الفضائية المصرية في هذا الشهر, يستضيف مجموعة من الفنانين والإعلاميين على أن القناة ألمانية , يتم الحكم على مشاعرهم ومواقفهم المختلفة بعد المزاولة , وهنا يقصد بالمزاولة ردة فعل الضيف بعد استفزازه بأنه ضيف في قناة إسرائيلية , الملاحظ على كل الضيوف هو رد فعل واحد وقوي  تجاه البرنامج والقائمين عليها حال سماعهم كلمة إسرائيل أو قناة إسرائيلية , فكل الضيوف يتركون البرنامج من فورهم متوجهين نحو باب ألأستوديو للخروج مظهرين أسفهم على المشاركة بهذا البرنامج وعلى هذا المكان المخالف لوطنيتهم وانتمائهم وحبهم لبلدهم مصر حتى يتم إخبارهم بأنه مقلب , فكلمة إسرائيل وكل ما يمت لهذا الكيان تعني لهم الكثير, ومن خلال هذا البرنامج والذي يعتبر ترفيهي بالدرجة ألأساس يتضح الجانب ألأخر لهذا البرنامج الجانب الوطني للشعب المصري الشقيق تجاه بلدهم وتجاه قضايا الأمة المصيرية , رغم اختلاف مهنة الضيوف من فنانين وإعلاميين ومطربين ومخرجين ونقاد , فانتمائهم ببلدهم ووطنهم والتي يعتبرونها بحق أم الدنيا , انتماء حقيقي متأصل في جذورهم وعروقهم انتماء ألإنسان بالأرض والوطن انتماء خالي من المصالح الشخصية ألآنية , هذه المواقف والمشاعر الوطنية الكبيرة يعكسه البرنامج , وهو المفرح والايجابي في ألأمر.  

أما المحزن والمثير للقلق ما تعانيه بعض دول المنطقة وشعوبها من فقدان للهوية والمواطنة وحب الوطن والأمة وقضاياه المفصلية , واستعدادهم لا للظهور في قناة إسرائيلية وإنما استعداهم للتحالف حتى مع الشيطان نفسه , وانعكس هذا ألأمر على واقعهم المنهار سياسياً واقتصاديا واجتماعياً , في دولهم الفاقدة لكل مقومات الدولة العصرية .

فمن يتحمل هذا التردي في المشاعر والوطنية والموالاة تجاه الوطن والأمة عند بعض الشعوب , الشعوب أم الحكومات .؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق