الترحيب

نرحب بالزوار الكرام , ونتمنى دوام التواصل ...



الأحد، 16 ديسمبر 2012

الصراع ألإقليمي في المنطقة ودور العراق في المرحلة المقبلة ؟؟



إذاً , هناك نظام يتهاوى , وحسم يتقدم , رغم قسوة النظام وشراسته في قمع شعبه , فالمعركة ألان باتت واضحة المعالم , وشيكة النتائج , تنذر بعواقب كارثية للمنطقة ...

بعد مرور أكثر من عشرين شهراً على الثورة السلمية في سوريا , سقط الكثير من الضحايا الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ , في  مرحلة ما فاصلة , دخلت الثورة السورية وكرد فعل طبيعي على الجرائم المرتكبة بحق العُزل المسالمين , مُنعطف جديد وخطير منعطف تمثل بالعمليات العسكرية بين الجيشين النظامي والحر, في هذه المرحلة بالذات مرحلة المجابهة العسكرية بين الطرفين , أصبح جلياً دور القوى الإقليمية في المنطقة , فكانت ساحة الصراع هذه المرة هي سوريا بدل العراق رغم أحقية ومشروعية الثورة في سوريا , فدور هذه القوى ألإقليمية كان ضعيفاً في العراق (وأقصد هنا بالتحديد الخليج ودخول تركيا أخيراً على خط المجابهة) بسبب وجود الحليف ألأمريكي وجيشه المدجج بالسلاح , لذا فأن أي تدخل من هذه القوى هو بمثابة الحرب وإفشال للدور الأمريكي وإفشال لمشروعه الديمقراطي الكارتوني المستورد للمنطقة ...

أما ألان , وبعد انحسار الدور الأمريكي وبروز الدور ألإيراني , طفا على السطح عمق الخلافات ألإقليمية الدائرة في المنطقة , وميزان القوى بدأ يتأرجح بين الدول الخليجية وتركيا ومناصريهم من جهة , وإيران ومناصريها من جهة أخرى , وكانت الساحة والقضية هي الثورة السورية نتيجة لدورها الكبير من منطقة النزاع فأصبحت ساحة لاستعراض القوى ألإقليمية المتصارعة على قضاياها المصيرية العميقة , بعد خلو المنطقة  من جيش العم سام , فدخل الصراع  مرحلة جديدة وخطيرة , وذلك بدعم جيش النظامي من قبل إيران وروسيا وتأييد الصين من جهة , ودعم الجيش الحر من قبل الخليج وتركيا وتأييد الغرب من جهة أخرى .

إلى ألان تقول القراءات والأحداث الميدانية والنوعية الأخيرة , بأن الدعم الخليجي والتركي للجيش الحر المدافع عن الثورة والجماهير قد حقق انتصارات ونجاحات كبيرة على ألأرض وفي ساحات المعارك (وهنا يبرز قوة ودور التحالف الخليجي والتركي في المنطقة مقابل دور ألإيراني) رغم التضحيات والخسائر المادية والبشرية الكبيرة , مقابل تقهقر الجيش النظامي وسقوط المعابر الحدودية والمحافظات والمدن تل والأخرى , فأصبحت دمشق ألان محاصرة تنتظر المعركة الحاسمة , معركة دمشق الكبرى .

السؤال هنا هو , بعد انتصار الثورة السورية والجيش الحر على النظام السوري وجيشه , وهذا مؤكد , هل القوى ألإقليمية المتصارعة في المنطقة تركن للسلم والسلام , وتشهد المنطقة استقرارا سياسياً , ولو نسبياً ؟؟

أم أنها استراحة مقاتل , ثم تقبل المنطقة على صراع  قد يكون طويل ألأمد , والذي يكون وبحسب مراقبين , صراع مصيري ونهائي , بعد استنساخ التجربة في سوريا إلى العراق , وقد أبدت الحكومة العراقية تخوفها من هذا الصراع واحتمال انتقالها إلى أسوار بغداد وهذا ما صرح به بعض المسؤولين العراقيين في بعض المقابلات التلفزيونية , وسبب في انتقال الصراع إلى العراق هو وكما قلنا مسبقاً انحسار الدور ألأمريكي وقواته المقاتلة في العراق , ودخول العلاقات الخارجية للحكومة العراقية في نفق مظلم مع الدول الإقليمية وعلى رأسها تركيا , وتوتر العلاقات حد ألاحتقان بين الكتل السياسية المتصارعة والمكونة للحكومة العراقيةً من جهة , والأزمات متلاحقة من السياسات الحكومية وعلى كل الجبهات والاتجاهات , كل هذه الأحداث والمؤشرات ربما تجعل من العراق ساحة للصراع ألإقليمي الجديد في المرحلة المقبلة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق