الترحيب

نرحب بالزوار الكرام , ونتمنى دوام التواصل ...



الأربعاء، 7 مايو 2014

سؤال للمتنطعين , من أين لكَ هذا ..؟؟

سؤال , قد يُحشر صاحبهُ في زاوية ضيقة , أو قد يُتهم بتهم جاهزة , ويُسلط عليه الضوء , ويُوضع تحت المجهر , إذا ما أثارَ هذا الموضوع , أو السؤال التقليدي السائد في الشارع من أين لكَ هذا .؟؟

هذا السؤال يثير الحساسية وربما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عند البعض !!

أطمئنوا يا سادة يا كرام , فأنا وضعت لنفسي عدة خطوط أخرها حمراء , لا أريد تجاوزها , ولا أريد التدخل والخوض في المحظور وقد يصل إلى درجة التحريم , وخاصة فيما يتعلق بالحديث عن هذا "المال والفساد"..


ما قصدت التنويه له ومن خلال المانشيت (التايتل) هو أحتفال العالم السنوي بـ(3مايو) بالذكرى السنوية لليوم العالمي لحرية الصحافة وهو تقليد سنوي تحرص منظمة ألامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"بل وكل المنظمات والمؤسسات والمراكز الإعلامية والثقافية والفكرية العالمية، سواء الرسمية أو الخاصة على تخصيص هذا اليوم من كل عام ليكون مناسبة عالمية استثنائية لحرية الصحافة , أما حرية الصحافة عندنا فهو فريسة ما يعانيه بعض الناس المتنفذين (المتنطعين) من مشاكل فكرية أو ما يتحسسون منه من بعض الكتابات في الصحف أو بعض المواقع ألالكترونية ,  فيتصورون أو يظنون أقل ما يوصف تصوراتهم وظنونهم بأنه أوهام , أو مُبالغ فيه , وعاري عن الصحة والحقيقة ..


في هذا الكون الفسيح هناك عوالم فوقية متحضرة وعوالم تحتية رافضة للتحضر, فالعوالم الفوقية هي العوالم الحرة الديمقراطية التي تقدس ألإنسان وتعتبره مخلوق حر صاحب فكر , وله قيمة عليا وتولي الحرية الفكرية اهتماما كبيرا وتعتبر الإعلام المستقل وسيلة  معرفية لا غنى عنها لكشف الحقائق واستنهاض ألأمم ومحاربة الفساد الفكري والإداري فهي ومن خلال ذلك تسعى إلى التقدم والديمقراطية الحقيقية وتحقيق العدالة ألاجتماعية بين أبناء شعبها ومجتمعها ... بعكس عوالمنا الناقمة على نفسها وإنسانيتها والتي تعتبر الإنسان مجرد كائن حي يزاحم غيره على الهواء والماء يجب مكافحته وتدميره بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة , فتُفسر كل عمل إعلامي مستقل وكل نقد وتشخيص إيجابي على أنه تحريض وإثارة الرأي العام , فظلت بالعقلية والثقافة التشكيكية , وهي نتاج فئوي نفعي ومن رواسب تلك العقود المظلمة التي تكره النقد وكشف المستور خوفاً على مصالحها لا خوفاً على مصلحة البلد والمجتمع ..


فالإعلامي والصحفي عندنا وفي ظل المنغصات الكثيرة , عندما يقوم بنقل الحقيقة والحدث في أي مكان ويُظهر مواطن الخلل والسوء في حياة المجتمع أو في مؤسسات الدولة , ويتحمل عناء ومشقة المتابعة وكتابة التقارير الصحفية ومقالات الرأي , لا يجني من ورائها إلا التشكيك في حيادية مهنته وصدق حديثه وتشخيصه , وهو بحد ذاته ضريبة يدفعها صاحب مهنة المتاعب أو مهنة الصحافة ... فكما يحب المختص والمسؤول تلميع صورته وإظهار محاسنه في الصحف ووسائل ألإعلام , عليه أن لا يتردد في إصلاح المساوئ ومواطن الخلل إذا بان له ذلك وتعرض للنقد ومن خلال نفس الوسائل ألإعلامية (هذا إذا ما أحب البقاء في منصبه وخدمة شعبه وأمته) , وكما قيل "أن كل تطور يبدأ بالنقد وليس بالتشهير" ...


فدور ألإعلام المستقل والصحافة المهنية , هو متابعة كل أنواع ومواطن الخلل , والتشخيص أمام الرأي العام , لمحاولة إيجاد الحلول ، للحد من التفاقم والمعاناة , بمهنية ومصداقية وحيادية , وفتح "الأبواب المغلقة" لينقل ما يدور خلفها ويُضع ما تحت الطاولة فوقها , وتناوله بمبضع التشريح الصحفي المهني ، ليس من أجل التجريح بل من أجل التنقيح والتصحيح  , كي يكون بمتناول القارئ المواطن والمسؤول .


فنقول للأخوة الناقمين دون علم ودراية , للإخوة الذين ليس لهم عمل إلا ممارسة ماأصبحت هذه الأيام هواية , هواية محاربة ألإعلام الحر المستقل والكلمة الصادقة , بالله عليكم من أين لكم هذا .. من أين لكم هذه التصورات والأفكار التي تلقوها جُزافاً على كل من يخالفكم الرأي والتوجه والتصور , دعوا عن أنفسكم تلك ألأوهام وارتقوا قليلاً بأفكاركم ورؤاكم للمستقبل , وحطموا القيود عن عقولكم وعقول المجتمع ... فالديمقراطية التي تنادون بها ليست شعاراً تُرفع , ولا بضاعة تُستورد , بل هي تجربة تخوضها الشعوب , بكافة الوسائل السلمية المتاحة , وهي قابلة للتطور والنمو , بتطور عقول الشعوب والحكومات , وأهم ركيزة فيها ومساندة لها , هي حرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير والفكر ...


لذا فالواجب يحتم , ونحن في هذه الظروف العصيبة أن نُفعل دور المشاركة في إدارة البلد بين السلطات ألأربعة , وعلى وجه الخصوص السلطة الرابعة , كي تتضافر الجهود وتتوحد الهمم لخدمة المجتمع والصالح العام , وهي في النهاية تصب في مصلحة الحكومة والدولة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق