الترحيب

نرحب بالزوار الكرام , ونتمنى دوام التواصل ...



الثلاثاء، 14 يونيو 2011

الحكومات العربية بين مطرقة مجلس الأمن وسندان الشعوب ؟؟









كلنا نتذكر الأنظمة العربية في القرن المنصرم , والتي أحكمت قبضتها في البلاد وحكمت بالحديد والنار, وكيف تفننت في ممارساتها التعسفية وارتكبت أبشع الجرائم تجاه شعوبها وأبنائها !!



هذه الممارسات التي لم تكن بعيدة عن دراية وعلم الحكومات الغربية وأجهزتها الأستخباراتية آنذاك , بل كانت تلك الأجهزة تساند تلك الأنظمة وتمدها بالمعلومات ألأستخباراتية واللوجستية , لقمع شعوبها وإدامة أنظمتها وحكوماتها المتواطئة مع الغرب ؟!

وهذا يرجع إلى عدة أسباب منها مصالح الغرب ألاقتصادية وأمنها واستقراها في المنطقة العربية , ومنها أجندات سياسية على المنظور والمدى البعيد .؟؟
ومثال على تلك المجازر والممارسات , مجزرة حماة والتي ارتكبها حافظ أسد على مدينة حماة السورية هي أوسع حملة عسكرية شنها النظام , وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة
حماة , بدأت المجزرة في 2 فبراير عام 1982 م واستمرت 27 يوماً , حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً , راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة , وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد.ولم تنكشف تلك الإحداث المروعة للعالم إلا بعد مرور شهرين من قبل صحيفة " ليبراسيون الفرنسية " الذي أماط اللثام عن هذه المجزرة المروعة , وعلى لسان الصحفي شارل بوبت ، وهو صحفي فرنسي في صحيفة ليبراسيون الفرنسية الذي استطاع وبحيلة ذكية أن يدخل إلى قلب مدينة حماة أثناء تلك الأحداث , وقضى في المدينة وقتاً لا بأس به ، ثم سلم نفسه للسلطات السورية تمويهاً , وبعدما عاد إلى فرنسا نشر تحقيقاً مطولاً يعتبر أخطر ما كتب في الصحافة العالمية عن هذه المذبحة .

أما زميله الثاني ومنافسهُ في سلك ألإجرام والدموية , وصاحب نفس الفكرة البعثية العبثية " أبو الحفرة والمقابر الجماعية " فالحديث عنه يطول ولا تكفي هذه المقالة لسرد جرائم ومجازر نظامه , والتي بدأت من تسلم حزبه السلطة , وحتى يوم سقوط نظامه المقبور ؟!!
فكل هذه الأحداث التي جرت في المنطقة العربية , وعلى أيدي مجمل الأنظمة العربية الحاكمة , والتي أوردنا جزء بسيط منها , والتي لم نورد أصلاً مجازرهم وصولاتهم القمعية بالكامل , كانت تجري وسط تكتم أعلامي حكومي عربي ودولي كبيرين !!

والسبب في ذلك وكما ذكرنا أنفاً هو تواطؤ الحكومات الغربية في قضية قمع الشعوب العربية من جهة , وعدم وجود أجهزة إعلامية مستقلة ومحايدة تنقل الأحداث والمجازر المرتكبة للعالم أول بأول , وتفضح سكوت تلك الحكومات ( راعية السلام والديمقراطية االآن ) صاحبة القرار الدولي والتي تتربع على عرش مجلس الأمن وبيدها اتخاذ القرارات المصيرية بحق الشعوب والأمم أمام الرأي العام العالمي من جهة أخرى , " وهنا يكمن سر خوف الحكومات العربية من حرية ألإعلام والصحافة والرأي " !!!إن التطور الحاصل في القرن الحالي بمجال ألإعلام والاتصالات , والمتمثلة بالبث الفضائي وشبكة الاتصالات العالمية ( الانترنيت والهواتف النقالة ) هي التي يعزى أليها ألان السبب والفضل في ربيع الثورات العربية , وهي التي حشَدت ووحدت كلمة ومصير الشعوب العربية ومن هذه الكلمات والشعارات .. واحد .. واحد .. واحد الشعب : التونسي ، الليبي ، المصري ، اليمني ، السوري ، واحد , وشعار (الشعب يريد .. إسقاط النظام) , هذه الوحدة واللحمة جعلت من الشعوب العربية التي كانت مستضعفة ومسلوبة الحرية والإرادة والكلمة في يومٍ ما ؟!

أن تتوحد ثورته من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق , ومن الجنوب اليمني حتى أقصى بلدة في الشمال السوري هذه الشعارات والثورات الحقيقية التي ترجمت بالدماء والشهداء ,

وهي ألان من تدفع بالمجتمع الدولي لاتخاذ القرارات الحاسمة في مجلس الأمن لصالح ثوراتها الشبابية , رغماً عن تلك الحكومات التي تواطأت فيما مضى مع الدكتاتوريات في قمع الشعوب , فكانت هذه التكنولوجيا خير عون ووسيلة تعبير للشباب الثائر ضد حكوماته وأنظمته الفاسدة .

فالشعوب العربية تخلع عن نفسها ثوبها القديم وتولد من جديد ؟

وتضع حكوماتها بين مطرقة مجلس الأمن ( الرأي العام العالمي ) وسندان مطالبها المتمثلة إما بالإصلاح ونبذ القمع والعنف أو الإسقاط في مزابل التاريخ ...؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق